المتعة" هي المصطلح الأبرز الذي يُبحث عنه في قاموس أي رياضة
كانت،وهي الغاية التي تنشدها جماهير كرة القدم...
في الجزائر قد هجرتنا المتعة منذ زمن حتّى تشابهت عندنا مباريات
القمة و القاع،و الأسباب لا تخفى على أحد منّا فقد
سئمت الأذانُ من سماعها لفرط ما رددتها الألسنة...و منها ما تتناقله
بطون الصحف الوطنية صبيحة كلِّ سبتٍ عقب نهاية
بطولاتنا و بمُختلف مستوياتها..."إرهاب الملاعب"...أعذروني فلم
أجد أصدق من هذا التعبير لأصف هولَ العنف الذي
صار مرادفاً لكلِّ دورياتنا و أجتاح ملاعب الجمهورية أدناها و أقصاها
حتّى ألفت أنظارنا مشاهداً يُذعرُ من رأيتها بقيَّة العالم
...خرابٌ...دمارٌ...و دمٌ...فضحايا كرة...نعم هذا ما يحدثُ في بلادي
...فكم من عين بكت فراق الحبيب بعد أن تخطَّف الموتُ
روحه من الملاعب أو مُحيطها؟...و كم من لسان أقسم على ترك الإقبال
إلى المدرجات بعد أن نالت نفسه شيئاً من أذيَّةٍ أو إفتقد
أملاكاً سُلبت منه أو أفسدتها أيادي العنف؟...و كم من أذن سمع صاحبها
سبّاً أو شتماً أو إهانة فقط لأنّه مع هذا الفريق أو ذاك؟
...و يطول بنا الحديث إذا تذكّرتْ عقولنا مشاهداً تطبعُ جلَّ مبارياتنا و
تكون المأساة خاتمتها...فهل صارت الأرواح و الأملاك
رخيصة إلى حدِّ أن يُشترى هلاكها لأجل كيس منفوخ تتقاذفه الأرجل هنا
و هناك؟!!!...و من المسؤول عن كلِّ هذا؟...
الأكيد أن جميعنا يتقاسم هذه المسؤولية من المسؤول الرفيع إلى المناصر البسيط.
...على كلٍّ أتمنَّى فجر غدٍ قريب يسودُ أمنهُ ملاعب
الجزائر و لا يدعُ للعنف مكاناً على مُدرجاتها...و حينها تقترنُ المُتعة
بمبارياتنا و تعود كرة بلادي لسابق مجدها.
...لا لإرهاب الملاعب