هذا ما تدور حوله الاحداث في فيلم «في محطة مصر»، وهو من بطولة كريم عبدالعزيز، ومنة شلبي، ادوارد، لطفي لبيب، انعام سالوسة، زيزي مصطفى، سعيد طرابيك، فايق عزب.
قصة الفيلم تناقش قضية البطالة بشكل عام، وقضية اللعب على العاطفة، وزواج المصالح، ومشكلة الانتخابات، والاب المتورط.
واكيد يبقى السؤال ماذا اضاف الفيلم للمشاهد، وبالتحديد بطل الفيلم كريم عبدالعزيز الذي جسد لنا شخصية رضا الشاب الذي اضطر ان يوافق تلك الفتاة التي تدعى ملك من اجل مبلغ 2000 جنيه فهو البطل والشاب الوسيم حلم كل فتاة، وابن البلد الذي يضحي بكل ما يملك من شهامة لاسناد غيره، وهو ايضا يكرر ذاته في الشخصية والتي لا تختلف ابدا بداية من فيلمه «أبو علي»، و«واحد من الناس» في ظل اختلاف الاحداث ومناظر التصوير والمكانة الاجتماعية التي يعيشها الفقراء مقارنة بالاغنياء وحياة الرفاهية التي ينعمون بها دون الالتفات لما يعانيه غيرهم، واظهار ما تعانيه النفس من تخبط مادي واجتماعي على الرغم مما تمتلكه من وعي وثقافة، وبدأت ذروة الاحداث من اكتشاف ملك لشخصية شريف الاستاذ الجامعي الذي خدعها تحت مظلة الحب والزواج.
واللعب من جهة اخرى على جانب تخفيف العبء عن المشاهد وهمومه باضفاء بعض من مشاهد الكوميديا التي يقدمها الفنان كريم عبدالعزيز عندما يحاول التقرب من والد «ملك»، ومشاهد المدرسة وطابور الصباح الذي يزعجه في نومه وهو تأكيد لما يعانيه هذا الشاب من بطالة وتأزم نفسي لعدم حصوله على العمل الملائم وهذا ما جعل المخرج يقدم كوميديا ممزوجة بدراما انسانية يواجهها كل منا في حياته اليومية.
|~~~| ((( فتاة حالمة ))) |~~~|واذا انتقلنا الى دور الفتاة ملك وهو دور الفنانة الشابة منة شلبي فنجد انها لا تستطيع الخروج عن اطار الفتاة المعذبة باسم الحب المدللة كما ظهرت في «ويجا» و«واحد من الناس» وهي بطلة مواسم السينما التي جعلتها شخصية مستهلكة امام اعين المشاهد هذا الى جانب طريقتها في الحديث السريع جدا والتي تكاد بعض الكلمات المنطوقة غير مفهومة، وصاحبة الدموع البريئة.
|~~~| ((( تهميش الأبطال ))) |~~~|وكما ذكرنا قبل قليل أنه قد شارك كريم عبدالعزيز البطولة الفنان القدير لطفي لبيب، والفنانة القديرة انعام سالوسة، والفنانة زيزي مصطفى وادوارد الا اننا نجد ان المخرج قد اعتمد على اظهار البطولة المطلقة لشخصية رضا في ظل التهميش او التصغير من اهمية الاسناد للادوار الاخرى مثل الاب والام والجدة، ولا سيما الاخ الضعيف الذي يعشق فتاة مرتبط بها اقوى منه في الشخصية وفي حالة ابتعادها عنه يشعر بالضياع فيستمع للاغاني الحزينة ليواصل البكاء على الحبيبة، وبالرغم من هذه الشخصيات المنتاقضة في العمل الا اننا نجد ان هناك تغيراً كبيراً يطرأ على هذه العائلة في حالة دخول رضا الى حياتهم.
فها هو الاب المتعجرف الذي يرفض واقع ابنته خوفا على واقعه الانتخابي، وما قدمه من شخصية متخبطة ولكن بأداء عال ومميز للاب الذي مازال مقيدا بالعادات والتقاليد.
|~~~| ((( الجدة ))) |~~~|وعن الجدة «انعام سالوسة» التي قدمت شخصية تحمل القسوة والطيبة والعطف على ابنة ابنها «ملك» وما حل بها من خلال هذه الزيجة السرية والدور الذي اعادها الى السينما مرة اخرى بعد طول غياب من عملها في الدراما التلفزيونية.
|~~~| ((( الجانب الإخراجي ))) |~~~|المخرج احمد نادر جلال استطاع بالتعاون مع مدير التصوير ايهاب محمد علي اظهار الجانب الاجتماعي للاسرة المصرية من خلال اسرة رضا والجانب العملي للشباب المكافح، والترفيه لعائلة ملك وحال الريف المصري القاسي، الذي يسعى الى التطوير للافضل من خلال العمالة التي تعيش في كنف عمدة البلد، والقاء الضوء على الجوانب الرومانسية التي جمعت بين قلب رضا وقلب ملك، ومشهد الحديث مع الذات الذي ظهر فيه كريم عبدالعزيز بصورتين في حوار شخصي.
|~~~| ((( نهاية تقليدية ))) |~~~|بعد هذا الكم الكبير من العناء والاحداث التي حملت الشخصيات ما بين الشد والجذب الا اننا نجد انفسنا نعود مرة اخرى الى حيث كنا في نقطة البداية، والتقليدية الشديدة التي تحتمها علينا طبيعة السينما العربية المقلدة بعض الشيء للسينما العالمية فهذا رضا ابن البلد الذي يترك ملك بعد انتهاء دوره ليعود إلى حيث كان في القاهرة ليعمل بائعاً لفاكهة «الكاكا» والذي يحزن لفراقه عائلة ملك الرافضة له في بداية الامر وتعود الفتاة لإقناعه بالسفر معها بعدما وقعت في غرامه.
|~~~| ((( تحريض ))) |~~~|وهذا ان دل على شيء فهو يدل على مدى سطحية الشخصيات وعدم الاهتمام بها من قبل المؤلف بلال فضل لإعطاء عمق اقوى للشخصيات لإقناع المشاهدين بما رأوه عبر الشاشة على مدار ساعتين ونصف جالسين على الكراسي مستمتعين بأكل «البوب كورن»، و«الناتشوز» وهم كأنهم يتابعون مسلسلا دراميا لخص على 90 دقيقة فقط ومن وجهة نظري ان الفيلم بمثابة تحريض لكل فتاة ترفض زواج الاهل لتأتي بشاب من الشارع وتقول إنه زوجها لتعيش معه في غرفة واحدة رغم ابتعاد كل منهما عن الاخر الا انها مشاهد خارجة عن العادات والتقاليد الشرقية بشكل عام.