محمد مدير المنتدى
عدد الرسائل : 164 العمر : 40 اعبدالقادر : الجزائر العمل/الترفيه : المدير تاريخ التسجيل : 29/04/2008
| موضوع: تمعّن في رائعة جبران ووالبعد الفلسفي في قصيدته الراقيه التي تغنت بها فيروز الثلاثاء مايو 06, 2008 12:10 am | |
| تمعّن في رائعة جبران ووالبعد الفلسفي في قصيدته الراقيه التي تغنت بها فيروز
الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا و أكثر الناس آلاتٌ تحركها أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راع ٍ ... لا و لافيها القطيعْ فالشتا يمشي و لكن ... لا يُجاريهِ الربيعْ خُلقَ الناس...عبيداً ... للذي يأْبى الخضوعْ فإذا ما هبَّ... يوماً ... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ .. فالغنا يرعى العقولْ و أنينُ الناي أبقى .. من مجيدٍ و ذليلْ
* * *
و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
* * *
ليس في الغابات حزنٌ .. لا و لا فيها الهمومْ فإذا هبّ نسيمٌ .. لم تجىءْ معه السمومْ ليس حزن النفس الاَّ .. ظلُّ وهم ٍ ٍ لا يدومْ و غيوم النفس تبدو .. من ثناياها النجومْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ ... فالغنا يمحو المحنْ و أنين الناي يبقى ... بعد أن يفنى الزمنْ
* * *
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها و ليس يرضى بها غير الألى سكروا فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ ... من مدامِ او خيالْ فالسواقي ليس فيها ... غير اكسير الغمامْ انما التخدير ُ ثديٌ ... و حليبٌ ... للانامْ فاذا شاخوا و ماتوا ... بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ ... فالغنا خير الشرابْ و أنين الناي يبقى ... بعد أن تفنى الهضاب
* * *
و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ إِن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ ... لا و لا الكفر القبيحْ فاذا البلبل غنى ... لم يقلْ هذا الصحيحْ إنَّ دين الناس يأْتي ... مثل ظلٍّ .. و يروحْ لم يقم في الأرض دينٌ ... بعد طه و المسيح
* * * اعطني الناي و غنِّ ... فالغنا خيرُ الصلاة و أنينُ الناي يبقى ... بعد ان تفنى الحياةْ
* * *
و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
* * * ليس في الغابات عدلٌ ... لا و لا فيها العقابْ فاذا الصفصاف ألقى ... ظله .. فوق الترابْ لا يقول السروُ هذي ... بدعةٌ ضد...الكتابْ انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ ... إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
* * *
اعطني الناي و غنِ ... فالغنا عدلُ القلوبْ و أنين الناي يبقى ... بعد أن تفنى الذنوبْ
* * *
و الحقُّ للعزمِ و الارواح ان قويتْ سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغيرُ ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا و في الزرازير جُبن و هي طائرة و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر و العزامُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره عزمُ السواعد شاءَ الناسُ ام نكروا فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى قوم اذا ما رأَوا اشاههم نفروا
* * *
ليس في الغابات عزمٌ ... لا و لا فيها الضعيفْ فاذا ما الأُسدُ صاحت ... لم تقلْ هذا المخيفْ انَّ عزم الناس ظلٌّ ... في فضا الفكر يطوفْ و حقوق الناس تبلى ... مثل اوراق الخريفْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ ... فالغنا عزمُ النفوسْ و أنينُ الناي يبقى ... بعد أن تفنى الشموسْ
* * *
و العلمُ في الناسِ سبلٌ بأنَ أوَّلها امَّا اواخرها فالدهرُ و القدرُ و أفضلُ العلم حلمٌ ان ظفرت بهِ و سرتَ ما بين ابناء الكرى سخروا فان رأيتَ اخا الاحلام منفرداً عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ فهو النبيُّ و بُرد الغد يحجبهُ عن أُمةٍ برداءِ الأمس تأتزرُ و هو الغريبُ عن الدنيا و ساكنها و هو المهاجرُ لامَ الناس او عذروا و هو الشديد و إن ابدى ملاينةً و هو البعيدُ تدانى الناس ام هجروا
* * *
ليس في الغابات علمٌ ... لا و لا فيها الجهولْ فاذا الأغصانُ مالتْ ... لم تقلْ هذا .. الجليلْ انّ علمَ الناس طرَّا ... كضبابٍ في الحقولْ فاذا الشمس اطلتْ ... من ورا آلافاقِ يزولْ
* * *
اعطني النايَ و غنّ ... فالغنا خير العلومْ و أنينُ الناي يبقى ... بعد أن تطفى النجومْ
* * *
و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ فهو الاريب و لكن في تصلبهِ حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
* * *
ليس في الغابات حرٌّ ... لا و لا العبد الدميمْ انما الأمجادُ سخفٌ ... وفقاقيعٌ.. تعومْ فاذا ما...اللوز القى ... زهره .. فوق الهشيمْ لم يقلْ هذا حقيرٌ ... و انا المولى الكريمْ
* * * اعطني الناي و غني ...فالغنا مجدٌ.. اثيلْ و أنين .. الناي ابقى ... من زنيمٍ و جليلْ
* * *
و اللطفُ في الناسِ اصداف و إن نعمتْ أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ من العجين و أُخرى دونها الحجرُ و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ لأَعينٍ فقدتْ ابصارها البصرُ
* * *
ليس في الغابِ لطيفٌ ... لينهُ لين الجبانْ فغصونُ البان تعلو ...في جوار السنديانْ و اذا الطاووسُ أُعطي ... حلةً.. كالارجوانْ فهوَ لا يدري أحسنْ ... فيهِ ام فيهِ افتتان
* * *
اعطني الناي و غنِّ ... فالغنا لطفُ الوديعْ و أنين الناي ابقى ... من ضعيفٍ و ضليعْ
* * *
و الظرفُ في الناس تمويهٌ و أبغضهُ ظرفُ الأولى في فنون آلاقتدا مهروا من مُعجبٍ بأمورٍ و هو يجهلها و ليس فيها له نفعٌ و لا ضررُ و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
* * *
ليس في الغابات ظريف ... ظرفهُ ضعف الضئيلْ فالصبا و هي عليل ... ما بها سقمُ العليلْ انّ بالانهار طعماً ... مثل طعم السلسبيلْ و بها هولٌ و عزمٌ ... يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ ... فالغنا ظرفُ الظريفْ و أنين الناي ابقى ... من رقيق و كثيفْ
* * *
و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها كالعشب في الحقل لا زهرٌ و لا ثمرُ و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح ايسرهُ يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ الى فراش من الاغراض ينتحرُ كأنهُ ملكٌ في الاسر معتقلٌ يأبى الحياة و أعوان له غدروا * * * ليس في الغب خليعٌ ... يدَّعي نُبلَ الغرامْ فاذا الثيران خارتْ ... لم تقلْ هذا الهيامْ انَّ حبَّ الناس داءٌ ... بين حلمٍ و عظامْ فاذا ولَّى شبابٌ ... يختفي ذاك السقامْ
| |
|