اضطرابات النوم عند الأطفال يعاني ابني البالغ من العمر سبع سنوات من عدم القدرة على النوم وإذا نام أحس بأن نومه غير مستقر وهو دائم التقلب والحركة في أثناء النوم مع التكلم المستمر وهو نائم مما يسبب لي قلقا شديدا على حالته حيث أنه أصبح سريع الانفعال وعصبيا وأصبح تركيزه في المذاكرة أقل من الأول .. أرجو أن تصف لي العلاج المناسب لحالته وطريقة التعامل معه حتى يعود لحالته الطبيعية . |
الأخ أ . ع . س
من تحليل الأعراض التي وصفت بها طفلك يتضح أنه يعاني من الأرق وهو نوع من اضطراب النوم الذي يصيب الكثير من الأطفال حيث يعاني الطفل من الأرق والتكلم في أثناء النوم والتقلب والرفس طوال الليل ويستيقظ الطفل دون أن يأخذ كفايته من النوم حيث يعاني من سرعة الانفعال والتهيج والقلق الواضح وشدة التوتر مع صعوبة التركيز وكثرة البكاء ويجب فحص الطفل جيدا قبل تشخيص الحالة كمرض نفسي حيث أن هناك كثيرا من الأمراض العضوية تسبب الأرق مثل الاضطرابات المعوية وصعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة أو الآلام الجسيمة المتنوعة . أما أهم الأسباب النفسية التي تسبب الأرق للطفل فهي عدم التوافق بين الوالدين واستمرار المشاجرات أمام الطفل ومشاهدته المشاجرات اللفظية والجسدية أو المنافسة مع الاخوة أو الزملاء في المدرسة وما يصاحب ذلك من صراعات وقلق شديد . كذلك فإن محاولة الوالدين لتنشئة الطفل بصورة مثالية خصوصا في حالة الطفل الأول للأسرة يسبب له صراعا مع قدراته الذاتية .
ولذا ننصح الأسرة بمحاولة فهم الموضوع الخاص بأرق الطفل وتفسير تأثير الخلافات الأسرية على الطفل مع امتناعهم عن العقاب كوسيلة لإجبار الطفل على النوم .
أما عن استخدام المنومات للطفل فيجب أن يكون تحت إشراف أخصائي نفسي حتى يتمكن الطبيب من تحديد العلاج المناسب مع علاج الأسرة نفسيا في نفس الوقت
الكذب عند الأطفال أعاني من مشكلة مع ابني الصغير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات حيث بدأنا في الفترة الأخيرة نكتشف أنه دائم الكذب مما أدى إلى مشاكل كثيرة في المدرسة وكذلك في الأسرة ولقد حاولنا مرارا توجيهه للابتعاد عن هذه العادة السيئة ولكنه كان دائما يعود للكذب لدرجة أن والده كان يعاقبه بشدة بالضرب ويمنعه عن المصروف ولكنه كان يعود للكذب مرة أخرى ويدعي حدوث مواقف لم تحدث له مما خلق لنا مشاكل كثيرة مع الجيران ومع المدرسة . أرجو أن تدلنا على سبب هذه المشكلة وهل لها حل وهل تستدعي عرضه على طبيب نفسي . |
الأخ س . أ . ف
يولد الأطفال على الفطرة ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم ولكن إذا نشأ الطفل في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكيك في صدق الآخرين فأغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية في مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه . والطفل الذي يعيش في وسط لا يساعد على تكوين اتجاه الصدق والتدرب عليه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وكان أيضا خصب الخيال فكلا الإستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير الواهية يدربانه على الكذب منذ طفولته . وعلى هذا الأساس فإن الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك مورث والكذب عادة عرض ظاهري لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء كان طفلا أو بالغا وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو شدة الحساسية والعصبية أو الخوف .
وقد يلجأ بعض الأباء إلى وضع أبنائهم في مواقف يضطرون فيها للكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود فأن الطفل في هذا الموقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو في أمر من أموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له به .
ولكي نعالج كذب الأطفال يجب دراسة كل حالة على حده وبحث الباعث الحقيقي إلى الكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسبب خيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث.وكذلك من المهم أن نتعرف عما إذا كان الكذب عارضا أم أنه عادة عند الطفل وهل هو بسبب الانتقام من الغير أم أنه دافع لا شعوري مرضي عند الطفل . وكذلك فإن عمر الطفل مهم في بحث الحالة حيث أن الكذب قبل سن الرابعة لا يعتبر مرضا ولكن علينا توجيهه حتى يفرق بين الواقع والخيال ، أما إذا كان عمر الطفل بعد الرابعة فيجب أن تحدثه عن أهمية الصدق ولكن بروح المحبة والعطف دون تأنيب أو قسوة كما يجب أن تكون على درجة من التسامح والمرونة ويجب أن تذكر الطفل دائما بأنه قد أصبح كبيرا ويستطيع التميز بين الواقع والخيال كما يجب أن يكون الآباء خير من يحتذي به الطفل فيقولون الصدق ويعملون معه بمقتضاه حتى يصبحوا قدوة صالحة للأبناء .
أما إذا فشلت تلك الطريقة فإن الواجب على الأهل عرض الابن على الأخصائي النفسي للمساعدة على تنظيم علاجه .
الأطفال و السرقة أرسل لسيادتكم مشكلتي الأسرية برجاء أن تجد لنا حلا لها . مشكلتي مع أبني البالغ من العمر 12 سنة أنة بدأ يسرق النقود من المنزل وأحيانا يسرق أدوات زملائه في المدرسة بالرغم من أننا نوفر له كل ما يطلبه من نقود وأدوات مدرسية وقد أدى هذا السلوك إلى معاقبته في المدرسة وحرمانه من الرحلات والأنشطة المدرسية كما أدى إلى استخدام العنف والعقاب الجسماني من مدرسيه وكذلك من والده بسبب رجوعه للسرقة في كل مرة بعد أن يقسم بأنه لن يرجع لذلك مرة أخرى. وقد عرضت ابني على الأخصائي الاجتماعي في المدرسة الذي أجرى له استمارة بحث حالة وطلب عرضه على أخصائي أمراض نفسية حتى يستطيع تنظيم العلاج النفسي المناسب لحالته . أرجو المساعدة في الخروج من هذه المشكلة و شكراً . |
الأخ س.أ.د
السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع في كل حالة وأن نفهم الغاية التي تحققها السرقة في حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة فقد يسرق الطفل لعبة أخيه لأنه يجهل معنى الملكية ويجهل كيف يحترم ملكية الآخرين لأن نموه لم يمكنه من التمييز بين ماله وما ليس له . مثل هذا الطفل لا يمكننا أن نعتبره سارقا ويكفي لكي نعوده على سلوك الأمانة أن ننمي فكرته عن الملكية وذلك بأن تخصص له أدوات خاصة ليتناول فيها الطعام كطبق خاص وفوطة خاصة ويكون لها لون يختلف عن لون حاجات أخواته .
وكذلك قد يسرق الطفل بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهي نوعا من الأكل لأنه جائع وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل أو لأنه نشأ في بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات وهذا السلوك ينطوي على سلوك إجرامي في الكبر لأن البيئة أصلاً بيئة غير سوية .
كذلك قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسي أو عقلي أو بسبب كونه يعاني من الضعف العقلي وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه قد يوجهونه إلى السرقة .
ولعلاج السرقة عند الأطفال يجب أولاً أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه وكذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام وأن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء ويجب أن نحترم ملكية الطفل ونعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف مع عدم اتهام الطفل بأنه سارق إذا استولى على شيء ليس له مع معالجة السبب الرئيسي الذي جعله يلجأ إلى هذا السلوك ، كذلك يجب عدم تأنيب الطفل أو معايرته على سلوك السرقة أمام الغير بأي حال من الأحوال حتى لا يشعر بالنقص وينطوي على نفسه ويهرب من البيئة التي حوله .. كذلك يجب مساعدة الأطفال على التخلص من الطاقة الزائدة والانفعال عن طريق المشاركة في أنشطة جماعية واللعب والهوايات كالموسيقى والأشغال اليدوية والفنية إلى غير ذلك مما يكسب الطفل شخصية سوية قوية وينمي قدراته .
ويجب علينا لتنمية سلوك الأمانة عند الأطفال المساعدة في خلق شعور الملكية عند الطفل منذ سنينه الأولى بأن نخصص له دولاباً خاصاً أو مكانا خاصا وأشياء يمتلكها وكذلك يجب إعطاء الطفل مصروفا منتظما يتناسب مع سنه ووسطه الاجتماعي وبيئته المدرسية مع المرونة والتسامح في حالات السرقة الفردية العابرة التي تحدث في حالات الصغار .
ويجب كذلك عدم الإلحاح على الطفل بالاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب .
إن الطفل لا يسرق ممن يحبهم أو يشعر بصداقتهم لذلك يجب أن نشبع الأطفال بمشاعر الحب والصداقة مع الحزم المرن في المعاملة والقدوة الحسنة .